سورة القصص - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{وجعلناهم أئمة} قادةً ورؤساء {يدعون إلى النار} أَيْ: إلى الضَّلالة التي عاقبتها النَّار.
{وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} وذلك أنَّهم لمَّا هلكوا لُعنوا، فهم يُعرضون على النار غدوةً وعشيةً إلى يوم القيامة {ويوم القيامة هم من المقبوحين} الممقوتين المهلكين.


{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس} أَيْ: مبيِّناً لهم.
{وما كنت بجانبي الغربيّ} أَيْ: الجبل الغربيّ الذي هو في جانب الغرب {إذ قضينا إلى موسى الأمر} أحكمناه معه، وعهدنا إليه بأمرنا ونهينا {وما كنت من الشاهدين} الحاضرين هناك.
{ولكنا أنشأنا} أحدثنا وخلقنا {قروناً} أمماً {فتطاول عليهم العمر} فنسوا عهد الله وتركوا أمره. {وما كنت ثاوياً} مُقيماً {في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين} أرسلناك رسولاً وأنزلنا عليك هذه الأخبار، ولولا ذلك ما علمتها.
{وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} موسى {ولكن} أوحينا إليك هذه القصص {رحمة من ربك}.
{ولولا أن تصيبهم مصيبة} عقوبةٌ ونقمةٌ {بما قدَّمت أيديهم} وجواب {لولا} محذوف، تقديره: لعاجلناهم بالعقوبة.
{فلما جاءهم الحق} محمد صلى الله عليه وسلم {من عندنا قالوا لولا أوتي} محمد {مثل ما أوتي موسى} كتاباً جملةً واحدةً {أَوَلَمْ يكفروا بما أوتي موسى من قبل} أَيْ: فقد كفروا بآيات موسى كما كفروا بآيات محمَّد صلى الله عليه وسلم و{قالوا ساحران تظاهرا} وذلك حين سألوا اليهود عنه فأخبروهم أنَّهم يجدونه في كتابهم بنعته وصفته، وقالوا: ساحران تظاهرا. يعنون: موسى ومحمداً عليهما السَّلام تعاونا على السِّحر {وقالوا إنَّا بكلٍّ} من موسى ومحمدٍ عليهما السَّلام {كافرون}.
{قل} لهم: {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما} من كتابيهما {أتبعه أن كنتم صادقين} أَنَّهما كانا ساحرين.
{فإن لم يستجيبوا لك} أَيْ: لم يجيبوك إلى الإِتيان بالكتاب {فاعلم أنَّما يتبعون أهواءهم} أَيْ: يُؤثرون هواهم على الدِّين.
{ولقد وصلنا لهم القول} أنزلنا القرآن يتبع بعضه بعضاً {لعلهم يتذكرون} يتَّعظون ويعتبرون.
{الذين آتيناهم الكتاب من قبله} من قبل محمد صلى الله عليه وسلم {هم به يؤمنون} يعني: مؤمني أهل الكتاب.
{وإذا يُتلى عليهم} القرآن {قالوا آمنا به} صدَّقنا به {إنَّه الحقُّ من ربنا} وذلك أنَّهم عرفوا بما ذُكر في كتبهم من نعت النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكتابه {إنَّا كنا من قبله} من قبل القرآن، أو من قبل محمد صلى الله عليه وسلم {مسلمين} لأنَّا كنَّا نؤمن به وبكتابه.


{أولئك يؤتون أجرهم مرتين} مرَّةً بإيمانهم بكتابهم، ومرَّةً بإيمانهم بالقرآن {بما صبروا} بصبرهم على ما أُوذوا {ويدرؤون بالحسنة السيئةَ} ويدفعون بما يعملون من الحسنات ما تقدَّم لهم من السَّيئات {ومما رزقناهم ينفقون} يتصدَّقون.
{وإذا سمعوا اللغو} القبيح من القول {أعرضوا عنه} لم يلتفتوا إليه. يعني: إذا شتمهم الكفَّار لم يشتغلوا بمعارضتهم بالشَّتم {وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم} ليس هذا تسليم التحيَّة، وإنَّما هو تسليم المُتاركة، أَيْ: بيننا وبينكم المتاركة والتَّسليم، وهذا قبل أن يُؤمر المسلمون بالقتال {لا نبتغي الجاهلين} لا نصحبهم.
{إنك لا تهدي مَنْ أحببت} نزلت حين حرص النبيُّ صلى الله عليه وسلم على إيمان عمِّه عند موته، فلم يؤمن، فأنزل الله تعالى هذه الآية، والمعنى: لا تهدي مَنْ أحببت هدايته {ولكنَّ الله يهدي من يشاء} هدايته {وهو أعلم بالمهتدين} بمن يهتدي في معلومه.
{وقالوا} يعني: مشركي مكَّة: {إن نتبع الهدى معك} بالإِيمان بك {نُتخطف} نُسلب ونُؤخذ {من أرضنا} لإِجماع العرب على خلافنا، فقال الله تعالى: {أَوَلَمْ نمكن لهم حرماً آمناً} أخبر سبحانه أنَّه آمنهم بحرمة البيت، ومنع منهم العدوَّ، فكيف يخافون أن تسحتلَّ العرب قتالهم فيه؟ {يجبى} يُجمع. {ولكن أكثرهم لا يعلمون} أنَّ ذلك ممَّا تفضَّل الله به سبحانه عليهم.
{وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} عاشوا في البطر وكفران النِّعمة {فتلك مساكنهم} خاويةً {لم تسكن من بعدهم إلاَّ قليلاً} لا يسكنها إلاَّ المسافر والمارُّ يوماً أو ساعةً.
{وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها} أعظمها، الآية.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6